ما هو حكم الوشم في الاسلام

يُعتبر موضوع الوشم من أكثر الأمور التي تشغل بال الكثيرين، خاصةً مع انتشاره في العصر الحديث كنوع من أنواع الزينة والتعبير عن الذات. ومع تزايد الإقبال عليه، يزداد التساؤل حول موقفه من الشريعة الإسلامية. هل الوشم حرام أم حلال؟ وما هي الأدلة الشرعية التي يستند إليها العلماء في آرائهم؟ وهل يختلف الحكم باختلاف نوع الوشم وطريقة عمله؟ هذه الأسئلة وغيرها تدور في أذهان الكثيرين ممن يرغبون في معرفة الحكم الشرعي الصحيح في هذه المسألة. في هذا المقال، سنستعرض آراء العلماء المختلفة حول حكم الوشم في الإسلام، مع ذكر الأدلة الشرعية التي استندوا إليها، بالإضافة إلى توضيح الفرق بين أنواع الوشم المختلفة وتأثير ذلك على الحكم الشرعي.
إن فهم حكم الوشم في الإسلام يتطلب النظر إلى النصوص الشرعية بعين الاعتبار، وكذلك مراعاة المقاصد الشرعية العامة التي تهدف إلى حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل. سنحاول في هذا المقال تقديم صورة واضحة ومبسطة للقارئ الكريم، لتمكينه من اتخاذ قرار مستنير فيما يتعلق بالوشم، وذلك بناءً على الأدلة الشرعية وفتاوى العلماء المعتبرين.
الأدلة الشرعية وتحريم الوشم
يستند العلماء في تحريم الوشم إلى عدة أدلة شرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية. أبرز هذه الأدلة هو الحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله".
يشير هذا الحديث إلى لعن الواشمات والمستوشمات، واللعن في اللغة يعني الطرد والإبعاد عن رحمة الله، وهو دليل قاطع على حرمة هذا الفعل. يرى العلماء أن الوشم يعتبر من تغيير خلق الله الذي نهى عنه الشرع، حيث يتم فيه إدخال مواد غريبة تحت الجلد لإحداث تغيير دائم في لونه وشكله. اقرأ أيضًا: أفضل حلاقة الشفرات للبشرة الحساسة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الوشم من النجاسات التي قد تصيب الجسم، حيث يتم فيه استخدام مواد قد تكون ضارة أو نجسة، مما يتعارض مع مبادئ الطهارة والنظافة التي حث عليها الإسلام.
أنواع الوشم وحكمها في الإسلام
تتعدد أنواع الوشم في العصر الحديث، ويمكن تقسيمها بشكل عام إلى قسمين رئيسيين: الوشم الدائم والوشم المؤقت. اقرأ أيضًا: كيد روك.
- الوشم الدائم: وهو الوشم الذي يتم فيه إدخال مواد صبغية تحت الجلد باستخدام إبرة، ويبقى أثرها دائمًا. هذا النوع من الوشم هو محل التحريم باتفاق جمهور العلماء، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف المذكور سابقًا، ولأنه يعتبر من تغيير خلق الله.
- الوشم المؤقت: وهو الوشم الذي يزول بعد فترة زمنية قصيرة، ويتضمن أنواعًا مختلفة مثل الحناء والوشم اللاصق. يعتبر هذا النوع من الوشم جائزًا عند جمهور العلماء، بشرط أن يكون مصنوعًا من مواد طاهرة وغير ضارة، وألا يتضمن رسومات أو عبارات تخالف الشريعة الإسلامية.
يجدر التنبيه إلى أن بعض أنواع الوشم المؤقت قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة، لذا يجب التأكد من سلامة المواد المستخدمة قبل وضعها على الجسم.
حكم إزالة الوشم
إذا كان الوشم حرامًا، فما هو حكم إزالته؟ يتفق العلماء على أن إزالة الوشم واجبة إذا كان قد تم عمله قبل العلم بحرمته أو في حالة الإكراه. يجب على الشخص المسلم أن يسعى لإزالة الوشم بكل الوسائل الممكنة، حتى لو تطلب ذلك بعض الجهد أو المال.
أما إذا كانت إزالة الوشم تسبب ضررًا كبيرًا أو تشويهًا للجسم، فيجوز تأخير الإزالة حتى تتوفر الوسائل الآمنة والمناسبة. وفي هذه الحالة، يجب على الشخص التوبة والاستغفار عن فعله السابق، والعزم على عدم العودة إليه.
نصائح للمسلمين حول الوشم
- تجنب الوشم الدائم بكل أنواعه، لأنه محرم في الشريعة الإسلامية.
- إذا كنت ترغب في التزين، يمكنك استخدام الوشم المؤقت المصنوع من مواد طبيعية وغير ضارة.
- تأكد من سلامة المواد المستخدمة في الوشم المؤقت قبل وضعها على الجسم.
- تجنب وضع الوشم في الأماكن التي يجب سترها في الصلاة.
- إذا كان لديك وشم دائم، فاسعَ لإزالته بكل الوسائل الممكنة.
- تُب إلى الله واستغفره عن فعلك السابق.
- لا تتردد في استشارة العلماء والمختصين للحصول على المزيد من المعلومات والتوجيهات.
الأسئلة الشائعة
س: هل يجوز للمرأة أن تضع الوشم المؤقت بالحناء؟
ج: نعم، يجوز للمرأة أن تضع الوشم المؤقت بالحناء، بشرط أن يكون مصنوعًا من مواد طاهرة وغير ضارة، وألا يتضمن رسومات أو عبارات تخالف الشريعة الإسلامية. اقرأ أيضًا: أفضل تطبيقات Spy لـ iPhone.
س: هل يجوز الصلاة مع وجود وشم على الجسم؟
ج: نعم، يجوز الصلاة مع وجود وشم على الجسم، فالوشم لا يعتبر نجسًا بذاته، ولكن يجب تجنب وضع الوشم في الأماكن التي يجب سترها في الصلاة. اقرأ أيضًا: أفضل وحدة GPS المحمولة.
س: هل يجوز عمل الوشم بغرض العلاج؟
ج: يجوز عمل الوشم بغرض العلاج إذا كان ذلك ضروريًا ولا يوجد بديل آخر، وبشرط أن يكون العلاج بإشراف طبيب مختص.
س: ما حكم الوشم الذي تم عمله قبل الدخول في الإسلام؟
ج: إذا كان الشخص قد عمل الوشم قبل الدخول في الإسلام، فلا يلزمه إزالته، ولكنه يستحب له ذلك إذا كان ذلك ممكنًا دون ضرر كبير.
س: هل يجوز تغطية الوشم بالمكياج أو الملابس بدلًا من إزالته؟
ج: تغطية الوشم بالمكياج أو الملابس لا يغني عن إزالته إذا كان ذلك ممكنًا، ولكن يجوز اللجوء إلى هذه الوسائل مؤقتًا لحين التمكن من إزالته. اقرأ أيضًا: منشور المدونة.